لا ينقطع الحديث عن "فيروس كورونا" الجديد، فالآلة الاعلامية الجبارة لا تتوقف عن بثها الجهنمي، لعشرات الأخبار على مدار الساعة، عن مدن تعزل، وعن معلومات سرية، تشير الى هروب الفيروس من معامل صينية تخصصت فى تخليق الفيروسات
عودة رعب الإنفلونزا
قبل ظهور كورونا بسنوات، عاشت مصر أيامًا عصيبة عام 2006، مع ظهور أول حالة إصابة بشرية بما عرف وقتها بـ"إنفلونزا الطيور"، قبل أن تحوّل أنباء الانتشار الكبير للمرض، الأمر إلى ما يشبه فيلم رعب طويل، فقدنا على إثره، جزءًا كبيرًا من ثروتنا الداجنة، وانتهت معه وربما إلى الأبد، أسطورة واحدة من أفضل سلالات الدواجن فى العالم، وهى "الفرخ الفيومى".
ولعل كثيرون يتذكرون حتي اليوم، وهم يتابعون الانباء المتواترة عن كورونا، تلك المشاهد الدامية، عندما استيقظنا ذات صباح، على أشلاء آلاف من أفراخ الدجاج، وهى تلتصق بأسفلت الطرق وإطارات السيارات، بعدما قرر المئات من أصحاب مزارع الدواجن، التى كانت قائمة في عشرات القري، وعلي أطراف المدن، التخلص من "الدجاج القاتل"، تحت تأثير حالة الهلع التى ضربت البلاد، وتسببت فيها فضائيات وصحف، صوّرت الأمر عن جهل، وربما عن عمد أيضًا، وكأن مصر على مشارف وباء عظيم، قبل أن يفيق الناس بعد شهور على الحقيقة المرة، بعدما قفز سعر كيلو الدجاج المجمد إلى نحو خمسين جنيه تقريبًا، بعد أن كان سعر الدجاجة البلدى المعتبرة، لا يزيد على عشرين جنيها، ليكتشف المصريون أنهم تخلصوا بأيديهم من ثروة كبيرة، وضعت مصر ذات يوم، فى مصاف الدول الكبرى، المصدرة للدواجن فى منطقة الشرق الأوسط.
لم نتعلم الدرس
لم يتعلم المصريون الدرس، إذ لم تمض سوى سنوات قليلة، حتى قذفت الآلة الإعلامية الجبارة فى وجوهنا، برعب جديد، اسمه "إنفلونزا الخنازير"، ليضرب الهوس البلاد من جديد، وتصدر الأوامر بتدمير مزارع الخنازير كافة، تلك التى كانت تصدر إنتاجها أيضا إلى العديد من دول العالم، حيث تستخدم لأغراض علاجية ودوائية.
ربما لا توجد إحصاءات رسمية يمكن الاعتماد عليها، لتبيان عدد الضحايا الذين سقطوا فى مصر، على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية، جراء إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، ومن قبلها إنفلونزا الطيور، لكن المرجح أن العدد لن يزيد بأى حال، على عدد هؤلاء الذين لقوا حتفهم بالإنفلونزا العادية، أو على نسبة 1% من الذين تزهق أرواحهم يوميا فى حوادث الطرق.
كورونا الجديد
ومنذ أسابيع والحديث لا ينقطع عن "فيروس كورونا" الجديد، فالآلة الاعلامية الجبارة لا تتوقف عن بثها الجهنمي، لعشرات الأخبار على مدار الساعة، عن مدن تعزل، وعن معلومات سرية، تشير الى هروب الفيروس من معامل صينية تخصصت فى تخليق الفيروسات، وعن دول تغلق مطاراتها حتى أمام رعاياها المقيمين فى المقاطعات الصينية المختلفة، والعجيب أن من يظهرون دائما فى خلفية المشهد، هم أنفسهم نفس المحللين الصهاينة، الذين يتحدثون في كل جائحة، عن الحرب البيولوجية الجديدة، التي سوف تستخدم فيها الأوبئة والفيروسات لتقضى على خُمس سكان الأرض، بينما الحقيقة تقول بأن القصة فى مجملها لا تخرج عن كونها رسائل رعب أمريكية جديدة، تستهدف انطلاقة المارد الأصفر، وكل ما يحمل علامة "صنع فى الصين"
إرسال تعليق