U3F1ZWV6ZTQzMTk3MTY0MTk2NzA2X0ZyZWUyNzI1MjUwNjQ3MTMxMw==

أخطر من فيروس كورونا على المصريين


تجاهل الألمان ومن قبلهم الإيطاليون والإيرانيون والأسبان، التحذيرات التى أطلقتها حكوماتهم بضرورة البقاء فى المنازل، والإلتزام بالتباعد الاجتماعى، من أجل حصار فيروس كورونا القاتل، فانفجرت الأوضاع على نحو مأساوي في البلدان الأربع، وملأت جثث الضحايا ثلاجات الموتي فى المستشفيات، وشوارع المدن الرئيسية.

وضرب الشباب الألماني عرض الحائط بتعليمات الحكومة، ومنظمة الصحة العالمية، وخرجوا إلى الحدائق العامة، لينظموا حفلات "كوفيد 19"، فضرب الفيروس بقوة، ليرفع عدد حالات الإصابة، خلال يوم واحد إلى نحو 2500 حالة، والوفيات إلى ستة عشر قتيلا، وعلى نفس النهج سار الفرنسيون، حتي خرج وزير الخارجية كريستوفر كاستانر على الشباب معنفا:" أنتم لستم أبطالا، لكنكم حمقي"، وتقول وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية فى تقرير مثير بثته قبل أيام، إن الأمر بلغ فى ألمانيا حد العبث، إذ كان فئة من الشباب يتعمدون السعال فى وجه كبار السن من أجل إفزاعهم، بعدما تخيلوا أنهم سيكونون بمنأي عن الإصابة بالفيروس، الذي لن يهاجم إلا العواجيز فقط، لكن كوفيد القاتل، لم يفلت شابا ولا شيخا ولا حتي طفلا صغيرا، فى كارثة لم تعرفها الأرض، منذ وباء الكوليرا قبل نحو قرن من الزمان، وتسبب في وفاة أكثر من مائة ألف شخص حول العالم، فما الذي كانت تريده تلك الفئة من المصريين، هؤلاء الذين ظلوا يتعاملون باستخفاف شديد مع الأمر، غير عابئين بالمأساة التى يعيشها العالم من حولنا، حتي ينتبهوا للكارثة، أو ينصاعوا صاغرين لنداءات البقاء فى البيت؟.

غير أن المشكلة الحقيقة لم تكن في تلك الفئة من المستهترين، الذين وضعوا مصر على مشارف كارثة كبري، لكنها تمتد الى آخرين، بات الضرب على أيديهم مسألة حياة أو موت، وهي تشمل الصيادلة المستغلين، وتجار المنظفات اللصوص، المحتالين من موردي المنتجات الطبية، ومحال السوبر ماركت التي بدأت تخفي السلع تمهيدا لرفع أسعارها استغلالا للأزمة، ميكانيكية السيارات الذين ينتحلون صفة مهندس توكيل سابق، وحتي متسولي الشوارع الذين يبيعون الليمون بسيف الحياء، المسؤولين عن شبكة مترو الأنفاق، وجراجات النقل العام التي لم تجر أي عمليات تعقيم، حتي نزلت فرق الحرب الكيماوية، لتطهر وتنظف وتقدم شهداء جددا، في ساحة الدفاع عن صحة المصريين.

بعض رجال الأعمال من أصحاب الشركات الخاصة، وآلاف من مؤسسات القطاع الخاص، الذين لم يقدروا عمق الأزمة، فأجبروا الموظفين على العمل بكامل طاقتهم، وتجاهلوا روح القرار الذي أصدره مجلس الوزراء، أو استغلوا الأزمة، للتخلص من العمال، قيادات المحليات المتقاعسين، والمديرين الأغبياء، شركات المحمول والانترنت، ومفتشي التموين من أصحاب الضبطية القضائية، الذين لا يمارسونها فسادا أو تجاهلا، حتي وسائل الإعلام التى تملأ الدنيا كل ليلة صياحا، ولا تعرف شيئا عن فنون إدارة الأزمات، جميعهم أخطر على المصريين من كورونا.


تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. تم ارسال رساله على ايميل aboalmatty@gmail.com سهرة سعيدة

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة