لا يوجد شارع في العالم، يضم كل هذه المزارات الأثرية في مكان واحد، مثلما يضم شارع المعز، فما بين كل أثر وأثر، تحفة معمارية تاريخية، تروي قصة تاريخ مصر في نحو ألف عام
لو علمت منظمة اليونسكو، بتلك الحالة المزرية التي وصل إليها شارع المعز التاريخي، لرفعته فورا من قائمة التراث العالمي، ولحاسبتنا على كل دولار تم إنفاقه على تطوير الشارع، بعدما بلغ هذا المبلغ من السوء، وهو الذي كان حتى وقت قريب، قبلة للسياح من كل سحنة ولون.
وربما لا يوجد شارع في العالم، يضم كل هذه المزارات الأثرية في مكان واحد، مثلما يضم شارع المعز، فما بين كل أثر وأثر، تحفة معمارية تاريخية، تروي قصة تاريخ مصر في نحو ألف عام، بدءا من باب الفتوح بمنطقة باب الشعرية، مرورا بمنطقة النحاسين وخان الخليلى، فمنطقة الصاغة حتى تقاطع شارع الأزهر، مرورا بالغورية والفحامين، فزقاق المدق والسكرية، لينتهى الشارع بامتداده الرهيف في قلب القاهرة الفاطمية، عند باب زويلة.
تقدر سجلات وزارة الآثار، عدد الآثار المتناثرة على جانبي شارع المعز بنحو 143 أثرا، تعكس مختلف فنون العمارة الفاطمية والمملوكية، بل والأندلسية والبيزنطية أيضا، التي ظهرت في مصر خلال نحو عشرة قرون، والتي تضم مساجد وأسبلة وكتاتيب، وتكايا، كانت تقدم فيها وجبات الطعام الساخنة للفقراء والمساكين وعابري السبيل، ناهيك عن البيوت العتيقة التي سكنها الأمراء والأعيان في هذا الزمان الغابر، وشهدت جدرانها ليالي الفنون والآداب، ومؤامرات ودسائس السياسة، على حد سواء.
ويقدر أثاريون جملة الأموال التي أنفقتها مصر، على تطوير شارع المعز، وترميم العديد من آثاره بنحو 800 مليون جنيه، وقد خضع الشارع منذ نهاية التسعينيات لخطة طموحة لتطويره، وترميم ما يضمه من آثار إسلامية، ليتحول إلى متحف مفتوح، وهو مبلغ ضخم للغاية، إذا ما قورن بما آل إليه حال الشارع الآن، وقد زرته الأسبوع الماضي، وصدمت من حالته المزرية، بعدما زحفت إليه جحافل الباعة الجائلين، وقطعان محترفي التسول، فساءت نظافته العامة، ودهسته السيارات والدراجات النارية من جديد، على نحو أصبح يستحيل معه للزائر، الاستمتاع بجولة هادئة والتأمل فيما يضمه من آثار.
ولست أدري إذا ما كانت اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، التي تشكلت بقرار رئاسي قبل نحو أربع سنوات، تعرف شيئا عن تلك الحالة المزرية التي وصل إليها الشارع الأشهر في القاهرة الفاطمية، أم أنها لا تزال غارقة في الإطار النظري للخطط والاستراتيجيات والسياسات اللازمة، لتطوير القاهرة الخديوية كعاصمة تراثية، بينما نفقد تحت وطأة الإهمال، واحدة من أجمل مناطقنا التراثية!
إنني أدعو اللجنة ورئيسها المهندس إبراهيم محلب، إلى زيارة مفاجئة للشارع الذي أنفقنا عليه مئات الملايين، ليرى بنفسه ما انتهى إليه الحال جراء الإهمال، فالموضوع جد خطير، ويحتاج إلى تدخل عاجل، ليس فقط لاستعادة بهاء شارع المعز، وإنما باقي مناطقنا الأثرية، وكثير منها بات يحاصرها إهمال يكاد يصل إلى حد الجرائم، التي ارتكبها الدواعش بحق الآثار في سوريا والعراق
جريمة في شارع المعز
لو علمت منظمة اليونسكو، بتلك الحالة المزرية التي وصل إليها شارع المعز التاريخي، لرفعته فورا من قائمة التراث العالمي، ولحاسبتنا على كل دولار تم إنفاقه على تطوير الشارع، بعدما بلغ هذا المبلغ من السوء، وهو الذي كان حتى وقت قريب، قبلة للسياح من كل سحنة ولون.
وربما لا يوجد شارع في العالم، يضم كل هذه المزارات الأثرية في مكان واحد، مثلما يضم شارع المعز، فما بين كل أثر وأثر، تحفة معمارية تاريخية، تروي قصة تاريخ مصر في نحو ألف عام، بدءا من باب الفتوح بمنطقة باب الشعرية، مرورا بمنطقة النحاسين وخان الخليلى، فمنطقة الصاغة حتى تقاطع شارع الأزهر، مرورا بالغورية والفحامين، فزقاق المدق والسكرية، لينتهى الشارع بامتداده الرهيف في قلب القاهرة الفاطمية، عند باب زويلة.
تقدر سجلات وزارة الآثار، عدد الآثار المتناثرة على جانبي شارع المعز بنحو 143 أثرا، تعكس مختلف فنون العمارة الفاطمية والمملوكية، بل والأندلسية والبيزنطية أيضا، التي ظهرت في مصر خلال نحو عشرة قرون، والتي تضم مساجد وأسبلة وكتاتيب، وتكايا، كانت تقدم فيها وجبات الطعام الساخنة للفقراء والمساكين وعابري السبيل، ناهيك عن البيوت العتيقة التي سكنها الأمراء والأعيان في هذا الزمان الغابر، وشهدت جدرانها ليالي الفنون والآداب، ومؤامرات ودسائس السياسة، على حد سواء.
ويقدر أثاريون جملة الأموال التي أنفقتها مصر، على تطوير شارع المعز، وترميم العديد من آثاره بنحو 800 مليون جنيه، وقد خضع الشارع منذ نهاية التسعينيات لخطة طموحة لتطويره، وترميم ما يضمه من آثار إسلامية، ليتحول إلى متحف مفتوح، وهو مبلغ ضخم للغاية، إذا ما قورن بما آل إليه حال الشارع الآن، وقد زرته الأسبوع الماضي، وصدمت من حالته المزرية، بعدما زحفت إليه جحافل الباعة الجائلين، وقطعان محترفي التسول، فساءت نظافته العامة، ودهسته السيارات والدراجات النارية من جديد، على نحو أصبح يستحيل معه للزائر، الاستمتاع بجولة هادئة والتأمل فيما يضمه من آثار.
ولست أدري إذا ما كانت اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، التي تشكلت بقرار رئاسي قبل نحو أربع سنوات، تعرف شيئا عن تلك الحالة المزرية التي وصل إليها الشارع الأشهر في القاهرة الفاطمية، أم أنها لا تزال غارقة في الإطار النظري للخطط والاستراتيجيات والسياسات اللازمة، لتطوير القاهرة الخديوية كعاصمة تراثية، بينما نفقد تحت وطأة الإهمال، واحدة من أجمل مناطقنا التراثية!
إنني أدعو اللجنة ورئيسها المهندس إبراهيم محلب، إلى زيارة مفاجئة للشارع الذي أنفقنا عليه مئات الملايين، ليرى بنفسه ما انتهى إليه الحال جراء الإهمال، فالموضوع جد خطير، ويحتاج إلى تدخل عاجل، ليس فقط لاستعادة بهاء شارع المعز، وإنما باقي مناطقنا الأثرية، وكثير منها بات يحاصرها إهمال يكاد يصل إلى حد الجرائم، التي ارتكبها الدواعش بحق الآثار في سوريا والعراق
إرسال تعليق