تعرض العالم لأكثر من جائحة، على مدار قرن من الزمان، أخذت في طريقها ملايين من البشر، بدءا من الكوليرا والطاعون، وليس انتهاء بـ"سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة بـ"ميرس"، لكن الحياة لم تنته، ولا القيامة قامت، ولا انقرض جنس البشر.
كورونا ومراكزنا البحثية
وتقول الدراسات الجديدة أن الانتشار السريع والكبير لفيروس كورونا - رغم ضعفه- يمكن أن يؤدي إلى وفيات أكثر من الفيروسات الأخرى، إذا لم تتحرك المراكز البحثية المتخصصة بالجدية اللازمة، للوصول إلى لقاح شاف، يمكن أن ينقذ البشرية من مصير بائس، إذا ما استمر الفيروس الغامض، يضرب بمثل هذه القوة، ويغلق مدنا ومقاطعات بكاملها حول العالم، وتتوقع مراكز بحثية أمريكية أن يصل عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إذا ما استمر الحال على هذا النحو، إلى 96 مليونا حول العالم، وأن تصل حالات الوفيات إلى نصف مليون انسان خلال الشهور المقبلة، إذا لم تتحرك معامل الأبحاث بالسرعة المطلوبة، للوصول إلى مصل أو لقاح فعال، للقضاء على الفيروس القاتل.
ويقول جيمس لولر، وهو باحث كبير وأستاذ في المركز الطبي التابع لجامعة نبراسكا، لموقع "ميل أون لاين"، أن كورونا سوف يقتل الأمريكيين إذا ما تعاملوا معه باستخفاف على طريقة الرئيس ترامب، الذي ظهر قبل نحو أسبوعين، ليقول بثقه إن معدلات وصول الفيروس إلى أمريكا منخفضة، قبل أن يمثل بعدها بأيام هو وابنته ايفانكا لفحص طبي مكثف، بعد الإعلان عن إصابة وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون، وخضوعه للحجر الصحي، بعد أيام قليلة من لقائه ايفانكا ترامب فى حفل للسفارة الاسترالية فى واشنطن.
وما تنشره الصحف العالمية من أخبار، يؤكد أن الانتشار المميت للفيروس، يمكن أن يكون أسوأ بكثير مما يزعم المسؤولون، فالأزمة قابلة للتصاعد، وتأثيراتها المتوقعة ستكون مدمرة، وهو ما يعني أن الأمر جد خطير، وبات يفرض على الجميع التعامل معه بالجدية المطلوبة، دون تهويل أو تهوين، وهي الاستراتيجية التي اتبعتها مصر للحقيقة منذ بداية الأزمة، رغم أن تلك الاستراتيجية الهادئة، لم تعجب ملايين من "الهبادين"، الذين كانوا يرغبون ولا يزالون، في أن تتوقف الحياة تماما في البلاد، وأن يعم الفزع البيوت والناس.
ويقول كثير من الخبراء والمتخصصين، أن النظافة الشخصية هي أحد السبل الناجعة للتغلب على خطر هذا الفيروس الخطير، والأمر ينصرف أيضا إلى العديد من المسلكيات التى بات يتعين علي المصريين أن يغيروا منها، غير أن ما يحزن المرء بحق، هو غياب أي أخبار عن علمائنا، وما تقوم به بعض مراكزنا البحثية من جهد، في محاولة للبحث عن لقاح لهذا الفيروس، فى وقت تتسابق فيه العديد من الشركات الألمانية والأمريكية للوصول إلى اللقاح الجديد للفيروس الذي حير العالم، دون أن نحظي حتي ولو بشرف المحاولة.
إرسال تعليق